كتبت فايث ووردويل أن استطلاعًا جديدًا كشف عن تراجع الدعم بين الشباب الأمريكيين لاستجابة الرئيس دونالد ترامب للحرب الدائرة في غزة، إذ أبدى عدد متزايد منهم عدم رضاهم عن طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الصراع.
وأشارت بوليتيكو إلى أن الاستطلاع أُجري بين 22 و28 سبتمبر، أي قبل أيام من إعلان ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توصلهما إلى اتفاق بشأن خطة سلام تقودها الولايات المتحدة، والتي تدرسها حركة حماس حاليًا.
منح ترامب حركة حماس مهلة حتى يوم الأحد للرد على مقترح وقف إطلاق النار، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الموجهة إليه داخل الولايات المتحدة.
أظهر الاستطلاع أن الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا منقسمون بالتساوي تقريبًا حول موقفهم من إدارة ترامب للصراع؛ إذ أعرب 39% منهم عن تأييدهم لنهجه، و39% عن معارضتهم، بينما بقي 21% مترددين أو غير متأكدين من رأيهم.
أما بين الشباب، فقد ازدادت نسبة المنتقدين لاستجابة ترامب، حيث عبّر 42% من المستطلعين عمومًا عن عدم رضاهم عن تعامل الإدارة مع الحرب، مقابل 30% فقط أيّدوا أداءه. وتعكس هذه الأرقام تراجعًا طفيفًا في نسبة الرضا مقارنة بنوفمبر 2023، حين أبدى 35% من الأمريكيين تأييدهم لنهج إدارة الرئيس السابق جو بايدن في التعامل مع الحرب، مقابل 41% أبدوا معارضة.
أوضح التقرير أن الانقسام الحزبي لا يزال واضحًا في تقييم استجابة ترامب للصراع، إذ يميل الجمهوريون أكثر من الديمقراطيين إلى تأييد سياساته، ويرون أنه يوازن بين دعم إسرائيل عسكريًا وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة. ومع ذلك، ارتفعت نسبة من يعتقدون أن ترامب ينحاز إلى الإسرائيليين في كلا الحزبين.
قال نحو 57% من الديمقراطيين إن ترامب يميل إلى الإسرائيليين بشكل مفرط، بزيادة 7 نقاط مئوية عن نسبة مارس الماضي (50%). كما ارتفعت النسبة بين الجمهوريين إلى 18%، مقارنة بـ13% قبل ستة أشهر.
ورغم هذه الزيادة، لا يزال غالبية الجمهوريين (51%) يرون أن ترامب يحقق التوازن المطلوب في إدارة الحرب. في المقابل، تتجه شريحة متزايدة من الديمقراطيين والمستقلين إلى اعتبار أن سياسات البيت الأبيض الحالية تُضعف صورة الولايات المتحدة كوسيط عادل في الصراع.
يُظهر الاستطلاع أيضًا أن المواقف تجاه الحرب ترتبط بالعمر والانتماء الحزبي أكثر من أي وقت مضى؛ فبينما يتعامل الجيل الأكبر سناً بقدر من الحذر تجاه النهج الأمريكي، يميل الجيل الأصغر إلى رؤية الحرب من منظور إنساني، معتبرين أن على واشنطن ممارسة ضغوط أكبر لوقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة للمدنيين.
وتعكس نتائج هذا المسح تحوّلًا تدريجيًا في الرأي العام الأمريكي منذ بدء الحرب، إذ تتزايد الأصوات التي تدعو إلى نهج أكثر توازنًا يراعي الحقوق الفلسطينية ولا يكتفي بدعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا.
ومع اقتراب مواعيد الانتخابات المقبلة، يبدو أن نظرة الناخبين، خصوصًا الشباب، لدور أمريكا في الشرق الأوسط قد تُصبح إحدى القضايا المؤثرة على المشهد السياسي الداخلي، خاصة إذا استمر ترامب في تبنّي مواقف تُعتبر منحازة لطرف واحد في الصراع.
https://www.politico.com/news/2025/10/03/israel-gaza-poll-young-americans-00593217